مصرع شخصين على الأقل جراء أعاصير في جنوب الولايات المتحدة
مصرع شخصين على الأقل جراء أعاصير في جنوب الولايات المتحدة
لقي شخصان على الأقل مصرعهما في جنوب الولايات المتحدة، ليل الثلاثاء-الأربعاء، مع مرور أكثر من ثلاثين إعصاراً وعاصفة تسببت في أضرار مادية، وفق السلطات الأمريكية.
وقال مسؤولون محليون في بيان، إن الأعاصير ضربت ولاية ألاباما خصوصاً خلال الليل، ما أسفر عن مصرع شخصين في مقاطعة مونتغومري، وفقا لوكالة فرانس برس.
وسجّلت مراكز التحذير من العواصف في خدمات الأرصاد الجوية الأمريكية الثلاثاء مرور 36 إعصاراً في ولايات لويزيانا وميسيسيبي وألاباما.
وأعلن تسجيل الكثير الأضرار المادية أبرزها تساقط أشجار وأعمدة كهرباء وتضرّر بنايات.
وفي الساعة 15,00 بتوقيت غرينتش، الأربعاء، انقطعت الكهرباء عن 28 ألف منزل في ألاباما و10 آلاف منزل في تينيسي، وفق موقع "باور آوتريج" المتخصص.
وطلبت السلطات من 40 مليون شخص التزام اليقظة خشية الأعاصير مساء الثلاثاء، ما سمح لهم بالاستعداد.
وأفادت وسائل إعلام محلية بلجوء العشرات من سكان بعض المناطق في جنوب البلاد إلى الملاجئ في إجراء وقائي.
ويتوقع أن ينتهي هذا الوضع الذي وصفته مراكز التحذير من العواصف في البداية بأنه "خطير بشكل خاص"، الأربعاء، بعواصف رعدية يمكن أن تتسبب في عدد قليل من الأعاصير في جنوب شرق البلاد.
وكانت سلسلة من الأعاصير ضربت في مطلع نوفمبر جنوب الولايات المتحدة وخصوصاً أوكلاهوما وتكساس وأركنساو، وأسفرت عن مقتل شخص واحد.
وهذه الظاهرة الجوية يصعب توقّعها، وهي شائعة نسبياً في الولايات المتّحدة ولا سيّما في وسط البلاد وجنوبها.
ومع ذلك فهي مدمّرة في بعض الأحيان، ففي ديسمبر 2021 لقي نحو 80 شخصًا مصرعهم بعد أن اجتاحت أعاصير عدة ولاية كنتاكي.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
دراسات وتحذيرات
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف والعواصف الشديدة وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.